الشرك بالله هو دين الكفار. والإسلام هو دين الله. وقد شرط الله لمن أراد الدخول في الإسلام من أهل الشرك أن يتبرّأ من دينه ويتوب منه وينتقل من الشرك بالله إلى توحيده سبحانه. قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: 11].
فالذي يشرك بربِّه لا يحلّ لنا أن نتّخذه أخاً في الدِّين وهو مصرٌّ على دينه الشركي، فإن تاب منه وتبرّأ وجبت موالاته في الدِّين واتّخاذه أخاً لنا في الإسلام. فإذا ثبت ذلك فاعلم أن الذي أسلم واكتسب صفة الإسلام بالشروط التي أولها (التوبة من الشرك) إذا رجع إلى دينه الأول فأشرك بالله فقد زالت عنه صفة الإسلام وارتدّ عن دين الله.
وإذا كان الإسلام الظاهر يبطل بترك الصلاة ومنع الزكاة فكيف لا يبطل الإسلام الظاهر بالشرك بالله وترك التوحيد. والتوحيد أعظم من الصلاة والزكاة.